کد مطلب:241011 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:118

لها صورة کصورة الإنسان
قال الصدوق حدثنا أبی رضی الله عنه قال حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عیسی قال حدثنا أبوهمام إسماعیل بن همام عن الرضا علیه السلام انه قال لرجل:

«أی شی ء السكینة عندكم؟ فلم یدر القوم ما هی، فقالوا: جعلنا الله فداك ما هی؟ قال: ریح تخرج من الجنة طیبة لها صورة كصورة الإنسان تكون مع الأنبیاء - علیهم السلام - و هی التی أنزلت علی إبراهیم حین الكعبة فجعلت تأخذ كذا كذا و تبنی الأساس علیها» [1] .

ضمیر «لها» عائد إلی «ریح» و فی القرآن الكریم جاءت السكینة فی ستة مواضع هی قوله تعالی: «إن ءایة ملكه أن یأتیكم التابوت فیه سكینة من ربكم». [2] و «ثم أنزل الله سكینته علی رسوله و علی المؤمنین» [3] و «فأنزل الله سكینته علیه و أیده بجنود لم تروها». [4] و «هو الذی أنزل السكینة فی قلوب المؤمنین لیزدادوا إیمانا». [5] و «فعلم ما فی قلوبهم فأنزل السكینة علیهم و أثبهم فتحا قریبا». [6] و «فأنزل الله سكینته علی رسوله و علی المؤمنین» [7] .

و هل الكل له تفسیر واحد أو تفاسیر؟ و هل السكینة روح أو شی ء فیه روح؟ أولا هذا ولا ذاك و إلیك نبذة من الأخبار، و الكلمات:

أما الأخبار فنذكر شیئا منها:

ففی رضوی: «السكینة ریح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان فكان إذا وضع التابوت رجل بین یدی المسلمین و الكفار فإن تقدم التابوت رجل لایرجع حتی یقتل أو



[ صفحه 404]



یغلب و من رجع عن التابوت كفرو قتله الإمام...». [8] .

و كاظمی: «قال سألته فقلت جعلت فداك ما كان تابوت موسی و كم كان سعته؟ قال ثلثة أذرع فی ذراعین قلت ما كان فیه؟ قال عصا موسی و السكینة، قلت و ما السكینة؟ قال روح الله یتكلم كانوا إذا اختلفوا شی ء كلمهم و أخبرهم». [9] .

و سئل الكاظم علیه السلام عن السكینة، فقال: ریح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان و رائحة طیبة و هی التی نزلت علی إبراهیم فأقبلت تدور حول أركان البیت و هو یصنع الأساطین فقیل له هی التی قال الله تعالی: «فیه سكینة من ربكم و بقیة مما تزك ءال موسی و ءال هرون» [10] قال و تلك السكینة فی التابوت و كان فیه طست یغسل فیه قلوب الأنبیاء و كان التابوت یدور فی بنی اسرائیل مع الأنبیاء ثم أقبل علینا فقال ما تابوتكم؟ قلنا السلاح، قال صدقتم هو تابوتكم» [11] .

و فی المجمع عن الصادق علیه السلام: «كان التابوت فی أیدی أعداء بنی إسرائیل من العمالقة غلبوهم علیه لما برح أمر بنی إسرائیل وحدث فیهم الأحداث ثم انتزعه الله من أیدیهم ورده علی بنی إسرائیل «تحمله الملئكة» قال و قیل و فی روایة: «أن السكینة لها جناحان و رأس كرأس الهرة من الزبرجد و الزمرد» و روی ذلك فی أخبارنا [12] .

كلمات حول السكینة

حكی الفیض أن السكینة أمنة و طمأنینة جعلها الله سبحانه فیه لیسكن إلیه بنوإسرائیل و البقیة جائز أن یكون یقیة من العلم أو شیئا من علامات الأنبیاء، و جائز أن یتضمنها جمیعا [13] .



[ صفحه 405]



قال السید الطباطبائی: أقول و روی هذا المعنی أیضا الصدوق فی المعانی و العیاشی فی تفسیره عن الرضا علیه السلام و هذه الأخبار الواردة فی معنی السكینة و إن كانت آحادا إلا أنها قابلة التوجیه و التقریب إلی معنی الآیة؛ فإن المراد بها علی تقدیر صحتها: أن السكینة مرتبة من مراتب النفس فی الكمال توجب سكون النفس و طمأنینتها إلی أمر الله و أمثال هذه التعبیرات المشتملة علی التمثیل كثیرة فی كلام الأئمة فینطبق حینئذ علی روح الإیمان... و سیجیی ء شطر من الكلام عن روح الإیمان فی قوله تعالی: «و نفخت فیه من روحی». [14] و قال طاب ثراه أیضا قبل ذلك (كلام فی معنی السكینة) و السكینة من السكون خلاف الحركة و تستعمل فی سكون القلب و هو استقرار الإنسان و عدم اضطراب باطنه فی تصمیم إرادته علی ما هو حال الإنسان الحكیم (من الحكمة باصطلاح فن الأخلاق) صاحب العزیمة فی أفعاله و الله سبحانه جعلها من خواص الإیمان فی مرتبة كماله وعدها من مواهبه السامیة [15] إلی آخر ما حققه حول السكینة فراجع [16] .

و هل السكینة - إن كان مبدأ اشتقاقها من السكون ضد الحركة - هی حالة عادیة تعود إلی إیمان الإنسان فحسب؟ أم أنها فوق العادة و شبه المعجز كانت تخص الأنبیاء من بنی إسرائیل؟

الظاهر ذلك و لاینافی أن تكون مرتبة من سكون النفس من خواص الإیمان. و أما التمثیل بوجه الإنسان و هو روح أوریح هفافة كما فی العلوی، [17] فظاهره ما قدمنا من شبه المعجز یدل علیه تكلمه كما فی الكاظمی الآنف الذكر.

و أما حدیث الرأس كرأس الهرة فلم نفهمه و لاریب أن الآی الست السابقة الذكر تنص علی نزولها علی قلوب الأنبیاء و المؤمنین فلا محالة یعقبهم من الثبات و سكون القلب ما لایجده غیرهم.



[ صفحه 406]




[1] عيون أخبار الرضا 243:1. [لرجل] كذا و الصحيح «لقوم»، معاني الأخبار 285.

[2] البقرة: 248.

[3] التوبة: 26.

[4] التوبة: 40.

[5] الفتح: 4.

[6] الفتح: 18.

[7] الفتح: 26.

[8] تفسير البرهان 236:1، تفسير الصافي 208:1.

[9] المصدران، و معاني الأخبار 285 - 284، و في آخره «ببيان ما يريدون». و قد جاء في باقري: «و السكينة الإيمان» معاني الأخبار 284.

[10] البقرة: 248.

[11] تفسير الصافي 209:1، و تفسير البرهان 236:1 عن الرضا عليه السلام.

[12] تفسير الصافي 209:1.

أقول و في المصدر عن أميرالمؤمنين عليه السلام «أن السكينة التي كانت فيه ريح هفافة من الجنة لها وجه كوجه الإنسان» أنظر ص 208 منه.

[13] المصدر ص 209.

[14] الحجر: 29، تفسير الميزان 300:2.

[15] تفسير الميزان 289:2.

[16] تفسير الميزان 296 - 289/2.

[17] تفسير الصافي 208:1.